الاثنين، 31 مارس 2008

إلى ذكرى المهاجرين

التعاقد الموسمي أو الوجه الآخر لزمن الرق، الإبداع الجديد في إفراغ الحقوق الإنسانية من بعدها الإنسي، لكن أغرب ما في الأمور لدى الدول الغربية، هي أنها افتقدت الإستحياء عندما تتجاهل ازدواجية خطابها الحقوقي، عندما تنسى أنها تختلس ثروات الشعوب المتخلفة عبر شركاتها العابرة وتخرب خيراتها الطبيعية وتلوث جوها وتدفن نفاياتها السامة تحت شعار أمنها القومي بينما الأقوام الأخرى ليست عندها سوى حيوانات دونية لاتستحق البقاء ولا أن يكون لها امنها القومي، لذلك لاتتردد في إعلان الإبادة البشرية في حق الدول التي تتبع نوعا من الممانعة حفاظا على حيات شعوبها أما تلك الدول أو الأنظمة التي لاحول لها فما عليها إلا أن تستنزف شعوبها بما أوتيت وتنتصب راعيا على مخططات هذه الدول الغربية ولا خوف عليها ولاهم يحزنون حتى وإن بدت مؤسساتها فارغة حتى مما يجعلها دولا قائمة الذات. غريبة جدا أنظمتنا المهترية التي تنسى أنها فارغة الذات وأن أمجادها المعلنة ليست سوى أوهام تغذي بها روحها قبل أن تعلنها شأنا عظيما على شعوبها :"كلشي عاق" وما بقي من الحبل إلا ما أهترئ منه من كثرة الجر، لكن للحقيقة أقول للشعوب التي لم تلحقها الإبادة البشرية ولم تمتلك بعد سلاح الممانعة أن من حكمة حكامها هذا الإنجرار المتباطيء إلى الهاوية، بل يمكن القول دون خجل أن من حكمة القدر علينا ابتلاؤنا بهذه الأنظمة التي تفتقد للكرامة، هذا على الأقل ما يبدو من خلال الإنتصاب الفاحل على خريطة الطريق التي لمت لأول مرة في التاريخ، بين ما لايلم: أنظمة مغلوبة على أمرها تستجدي ساداتها الفاشيين منهم وفي الضفة الأخرى أنظمة أخرى تساوم على دماء مهاجريها وعرقهم المسترخص في ضيعات الذل والإسترقاء،إذ لا فرق في المساومة بين من يساوم على الدم الفلسطيني ومن يساوم على شرف مواطنيه، يالها من مفارقة عجيبة، برغم اعترافي الصريح أن القضية الفلسطينية تحققت فيها شروط مأساة إبليس، في خيارهم بين العيش في أرضهم أو الرحيل التراجيدي إلى المجهول، إلا أن للمهاجرين نفس التراجيديا بين العيش في وطن اليأس القاتل والرحيل إلى زمن الأقنان المقنع بسحر الديموقراطية الغربية؟ هل تمتلك أوربا حقا وجها آخر غير هذا الوجه الفاشستي؟

أتى الزمان بنوه فولى

فأتيناه نحن على هرم

هل مازال المتنبي يعيش بيننا؟ ذكرتني بالمتنبي سياسة ساركوسي: عندما استحودت أمريكا على النفط في الشرق الأوسط ،احتار ساركوسي في أمره، راودته أمجاد فرنسا الإستعمارية، وفي ألمانيا رحلت السيدة الأولى في ألمانيا للإعتذار على جرائم هتلر لدولة الفيروس الصهيوني ، الصورة واضحة تماما : محرقة إسرائيلية مقابل عفو ذميم: الصورة واضحة بالتمام: محرقة بمحرقة، السيدة الأولى بألمانيا تشكر إسرائيل على جرائمها التي غطت وجه هتلير على فداحة جرائمه، طبعا من حيث لا تعي، وساركوسي لم يتردد في تقبيل وجه شارون في تابوته حين أعلن ما أعلنه في من ينكر جرثومة إسرائيل، هل هذا هو العالم الغربي الذي تبتغيه أنظمتنا ؟

تبا لكم، لسنا إلا قبائل تتصارع في انتظار مصيرها المحتوم، يجب إعادة النظر في فلسفة سارتر الوجودية، يجب الذي يجب كما قال درويش، للمهاجر أن يتساءل عند اختراقه الحدود: هل وصل إلى بر الأمان؟ بالتاكيد، لو كان المهاجر ابن عربي، لانتحلت شخصيته وصار متوحدا في ذاته وكان متوحدا مع المنظومة الحقوقية بدون لف ولا دوران، لكننا في الحقيقة لسنا إلاأقنان متيمة بالمرسديس.

للإسترشاد فقط ، كل العمال الموسميين يأتون إلى أوربا اليافعة بجغرافيتها الخضراء، يأتون بحلم الإستيقاظ من ثقل المرارة، التي طبعت حياتنا اليومية، وعندما يكتشفون أنهم، داخل رحاب لعبة القنانة، ينسحبون، إلى هؤلائي الشرفاء أهدي مقالتي ، وهي جزء من ألمي الدفين،، إلى كل النساء التي رفضت الخنوع لنزوة باطرون،،وإلى كل الرجال الذين فضلوا العيش على على الزوان مقابل قمح غريب

عذري مازغ

ليست هناك تعليقات: