الثلاثاء، 20 مايو 2008

تقرير حول العاملات المغربيات بويلبا

"في زمن الرق، لو لم يكن بإفريقيا بائعون محتملون للعبيد لما وجد الأوربيون ما يشترونه من العبيد."هذه المقولة للناشط الجمعوي سيريفو من السينغال وينشط داخل جمعية accem التي تهتم باللاجئين والمهاجرين بأوراق شرعية أو بدونها، يقول سيريفو بأن المسؤولية أساسا تتحملها الدول المصدرة للعمالة أكثر مما تتحملها الدول المستقبلة.
في تصريح آخر لمسؤول بنقابة المزارعين الصغار بمنطقة "بالو دي لافرونتيرا" بإقليم "ويلبا" أعلن أنه تم اللجوء إلى المغرب والسينغال لجلب العمال بعد تعذر جلب العدد الوافي من العاملات من شرق أوربا خصوصا عاملات بولونيا اللاتي امتنعن عن المجيئ لظروف العمل السيئة بالمنطقة. وفي تصريح آخر لوزير الشغل المغربي اعتبر الوزير المغربي رقم 13000 فرصة شغل بإسبانيا بمثابة التعاون النموذجي الذي يربط البلدين وهو المثال الصارخ على نضج التعاون المغربي الإسباني . وفي وسائل الإعلام المحلية بويلبا أو وسائل الإعلام الأندلسية لا أحد يتكلم سوى على سرور العاملات بحصولهن على أجور بسحر العملة الأوربية مقابل العملة الوطنية المغلوبة على أمرها كما أن شيوخ ومقدمي الوكالة المغربية لإنعاش الشغل لايكفون على توبيخ المغربيات اللاتي يحتجن على سوء معاملة الباطرونا بتوبيخهم بما يمس الكرامة الإنسانية لهاؤلائي المهاجرات باعتبارهن جئن لممارسة الدعارة ونسيانهن حقيقة ما كن يتلقونه من أجور هزيلة قي بلدانهن ناهيك عن السب والشتم وانواع التجريح والإذلال .
ثمة أكثر من 4000 سكن مهيأة لاستقبال العاملات تم إنشاؤها داخل الضيعات الفلاحية المملوكة لأصحابها كل بيت فيها يحتوي على مطبخ واحد وأسرة تتراوح بين 4 و8 سرير في البيت الواحد وتبعد عن المدن ما بين كيلومترين إلى 6 أو عشرة في بعض الحالات مما يفسر جليا ظاهرة "الخطاف" أو التنقل راجلا من محل العمل إلى المدن أو القرى الصغيرة لقضاء الحاجة أو العكس بالعكس ، شركة أطلانتيك بلو، مساهمة منها في تجنب حوادث السير لعاملاتها، فرضت مايميزهن بارتداء زي عاكس أثناء التنقل إلى المدينة chaleco" وعقوبة زجرية تمتد إلى ثلاثة أيام بدون شغل في حالة عدم ارتدائه وذلك كإجراء يفسرونه على أنه احتياطي حتى لايتكرر ماوقع في السنة الفائتة في حادث سير فتصوروا جليا كم هن العاملات بدون شغل في حالة ما إذا ضبطت إحداهن في المدينة بدون هذا الرداء الذي يحيلنا إلى الطلاسم التي توشم العبيد في زمن الرق.
بمنطقة "مازاكون"، بمجرد ما نطقت بأننا ننتمي إلى نقابة محلية حتى انهالت علينا الكثير من الشكايات دون أن يميزن بيننا وبين الذين كلفتهم الوكالة بدور الوساطة حيث بدأت تنزل علينا سيول من الشتم والسب نتيجة الإستخفاف بطرح مشاكلهن إلى أن أوضحنا لهن بأننا لسنا من تشتمونهم وأننا من نقابة محلية بالأندلس وأننا جئن لنتفحص ظروفهم ونطلع على مشاكلهم وهكذا طلبت منا مجموعة منهن للذهاب وإياهن إلى المستشفى المحلي قصد الترجمة مع الطبيب بعد ذلك التقينا مع مجموعة أخرى تعرضن للطرد الجماعي لمجرد نبذهن لسلوك أخ الباطرون عندما حاول الإنزواء بإحداهن في المطبخ والضغط عليها لممارسة الجنس معه مما حدى بها بالإستنجاد بالأخريات مما دفعه، حسب تصريحهن، بطردهن دفعة واحدة مما عرضهن لمغادرة المسكن فورا وأثناء الليل وعندما سألنهن لماذا لم تتصلوا بأحد المسؤولين الذين كلفتهم الوكالة جاء ردهن على الشكل التالي:
" اتصلنا بالمسمى نور الدين فقال لنا : "انتما جيتو اتقحبو مشي جيتو اتخدمو"" فاسترسلت يامنة قائلة:"ياك ياخاي حنا نستاهلو هاد شي حيت جينا نخدمو فبلاد الحرية والديموقراطية اوخلينا اولادنا اوبناتنا، هدي هي اسبانيا لي كاي عاودوا عليها...؟"
أغلب المهاجرات اللاتي التقينهن يحملن جوازات سفر طبعت تأشيراتهن ما بين أواخر شهر ديسمبر وأوائل شهر يناير ليعملوا في موسم جني التوت الذي يبتدئ من شهر ديسمبر وينتهي في أوائل شهر جوان، كما أن اغلبية المهاجرات المغربيات بدأن يلتحقن بالموسم في خريف أيامه (وهذا بالتحديد ما عكسته التصريحات من أن البولنديات المعول عليهن في هذا الموسم أضربن عن المجيء) وإذا أضفنا أن ميزة هذه السنة التي أبانت عن دينامية الوكالة المغربية لإنعاش الشغل وهي أنها غطت جميع الأقاليم المغربية بدون استثناء، بمعنى أن الكثير منهم لم يمارس الفلاحة طوال حياته، إضافة إلى أن عقدة الشغل تنص على تجريب العاملات مدة تصل إلى 15 يوم يحق فيها للمشغل أن يطرد ماشاء لعدم الكفاءة في الشغل أو لرغبة ما في نفس يعقوب خصوصا أن العقدة محدودة بإنهاء الموسم مما يتعذر معه إقامة دعوة قضائية ضد الطرد التعسفي استنادا إلى بنود العقدة، بمعنى أنه، إذا عرفنا، وحسب تصريحات النساء اللائي التقينهم أن معالجة كل الوثائق الإدارية وزيادة مصاريف التحليلات الطبية ومصاريف النقل التي تطلبها ذللك والإقتراضات(مابين 3000 درهم و 5000 درهم) لتغطية كل الحاجيات الضرورية لذلك ، فإن جل الملتحقات بالموسم في أيامه الأخيرة لايملكون الوجه الذي سيقابلن به ذويهن او مقترضيهن ويفضلون البقاء في انتظار فرصة شغل أخرى لتغطية حاجاتهن مما يصدمهن بوكلاء التحجر ممن وظفتهم الوكالة المغربية أو ممن احتضنتهم نقابات الباطرونا للعب هذا الدور المخزني في بلاد الديموقراطية حيث يحكمهم هاجس النية المبيتة أكثر من أن يتفهموا وضع هؤلائي النساء وذلك من قبيل أن أغلبهن جاء بنية الدعارة "والحريك" أكثر من أنهن جئن للعمل، لذلك يلجؤون إلى إجراءات صارمة منها حجز جوازات السفر، غض الطرف عن تجاوزات الباطرونا عما يقترفونه في حقهن من سوء المعاملة والإذلال، التحرش الجنسي، الطرد الجزئي عن الشغل عقابا عن احتجاجاتهن،غض الطرف عن ساعات الشغل الإضافية وعن ساعات العمل أيام العطل، غض الطرف علىأن الأجور تؤدى على حسب كميات الإنتاج وليس ساعات الشغل المنصوص عليها في العقدة، هذا إضافة إلى عرقلة عمل النقابات من خلال تهديدهن بعدم العودة للعمل في إسبانيا إذا مااشتكوا إلى جهة أخرى غيرهم وهذ ما لمسناه في حالات كثيرة حيث ما أن يعرف بأننا سنلتقي بأحد الباطرونا إلا ويأتينا الخبر بأن أحدهم سارع إليهن محذرا إياهن بالإمتناع عن مقابلة الباطرون وكثيرا ما يهاتفننا فبل المقابلة بعدم ذكر أسمائهن أو مناداتهن ليشهدوا بما لاقوه، مثلا عندما نكون قد ارغمنا الباطرون بأداء أجورهن، وينادين أحدهم تخبره بأنها ضاقت العيش وتود العودة إلى أهلها يقال لها:"سيري للنقابة تعطيك الكار".
تصوروا هذه المعادلة : أيام العمل 7 اي مايؤدى عنه أجرا 251.86 أورو ينتقص منها حوالي 84 أورو للضمان الإجتماعي يقتطع منها أيضا تذكرة العودة إلى المغرب إضافة إلى الأتاوة التي تمنح لهم عند الوصول ،إضافة إلى اقتطاعات أخرى ، مالذي سيبقى لهذه السيدة غير التسول خصوصا إذا طردت من العمل وأرغمت على الإنتظار أياما حتى يكتمل العدد / النصاب لإرحالهن إلى المغرب .
من ظاهرات هذا الموسم أيضا حالات الولادة وسأقتصر في هذه العجالة على نموذج حي ، حالة ميلودة مسكيني من إقليم اكادير، ومولودها ابنة في شهرها الأول ، حيث جاءها المخاض في اليوم الثاني من بدء العمل حيث حملت مباشرة إلى المستشفى، ميلودة هذه تحرجها الأسئلة كثيرا كما لو أنها تعمدت إدخال ابنتها إلى هذه البلاد بدون تأشيرة الدخول،عندما تسألها لماذا جاءت وهي تعرف أنها في شهرها التاسع ، تبتسم في حياء حين ترد قائلة:"سجلوني وأنا في الشهر الرابع و في أكتوبر رشحوني للهجرة ثم أنني في ديسمبر أمضيت على تأشيرة الدخول ناوية أنني سأبدأ العمل في بداية الموسم وسيبقى أمامي متسع من الوقت في انتظار الوضع إلا أن ما حصل لم يكن منتظرا لقد نادوني في أبريل وكان ما كان". ثمة خطأ شائع في اعتقاد المهاجرين أو المهاجرات وهو أن المواليد تكتسب شرعيتها بمجرد ولادتها في إسبانيا وهو ما ليس صحيحا على الإطلاق لأن إسبانيا تعتمد في تحديد جنسية المولود نسبة إلى أصول والديه وليس إلى مفهوم المواطنة الذي يعتمد الحقوق والواجبات للأفراد الذي تعتمده الكثير من الدول الأوربية لذلك كان سوء حظ سارة أن تولد في موسم التوت في الأندلس وليس في فرنسا أو غيرها ولذلك أيضا كان مايحبط ميلودة كثيرا أن يأتيها احد ويسألها متى ستقر الذهاب إلى بلدها وهي لم تمض بعد، أربعين يوما وهو ماتعتبره أيضا ثمنا قاسيا جراء "زرورة الولادة" التي يقبلون بها عليها وهو أيضا ماتمقته في الجميع كانوا مغاربة أو إسبان.
أكثر ما ستقوله لك اي كانت من المغربيات التي تلقاها في كل مثلث التوت الذي يمتد من مدينة "روسيو " شرقا إلى "كرطايا" غربا ومرورا ب"مازاكون" جنوبا و"بالوس وسطا هو التالي : "ليس ماوجدناه هنا هو ما قيل لنا في المغرب " وعندما تسألهن عما قيل لهن في المغرب يجبن قائلين بأنه قيل لهم سيعملن لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد حتى ستة أشهر وأنهن سيلاقين مقابل شهر من العمل مايناهز 10000 درهم، ومما يصدمك أيضا أن عقدة الشغل مكتوبة بلغة لايفهمنها وان الكثيرات منهن لم يوقعنها أصلا ثم أن الدليل الذي بين يديهن لايعكس حقيقة قانون الأجور المصرح به بإسبانيا في هذا الموسم وهو الذي اعتمدناه نحن وبعض الجمعيات للتعريف بقانون الشغل الذي أمضته الحكومة المحلية وممثلي أرباب الشغل :
ü الغرس.............................................................................................37.51 أورو لليوم
ü جني التوت......................................................................................... 35.98 أورو لليوم
ü أعمال أخرى.......................................................................................35.98 أورو لليوم


v الساعات الإضافية
ü الساعة الأولى الإضافية........................................................9.68 اورو
ü ابتداءا من الساعة الثانية....................................................12.44 أورو للساعة
ü العمل أيام الآحاد والعطل، الساعة الأولى: 11.06 وما فوق 12.44 أوروللساعة

v العمل داخل المستودع
ü يوم من العمل: إذا بدأت يوم العمل داخل المستودع فإن المسغل لايمكنه أن يفرض عليك عملا أقل من ثلاثة ساعات ولا أكثر من تسع ساعات في اليوم ولك الحق في استراحة مدتها 15 دقيقة
ü الأجر..............................................................................5.53 أورو للساعة
ü الساعات الإضافية: داخل المستودعات الساعات الإضافية المؤدى عنها يجب أن لاتتعدى سقف 169 ساعة في الشهر ، الساعة الأولى : 9.68 أورو وما فوق 12.44 أورو للساعة

حقوق الشغل

إذا كان مقر الشغل يبعد عن السكن أكثر من 2 كلم فإن على الشركة أداء 0.20 أورو للكلم مقابل التنقل وتخصم منها الكيلومترين الأولين.
وعند وصولنا لمقر العمل ويعلق العمل قبل البدء فيه فإن على المشغل أداء نصف اليوم وإذا أوقف العمل بعد مرور ساعتين على المشغل أن يؤدي ثمن اليوم كله

v قسائم الدفع(fiche de paye) وعقد الشغل : لكل عامل ألحق في أن يحصل على نسخة من عقدة الشغل ، وفي حالة ما إذا رفض المشغل يمكننا نحصل عليها مجانا من مكتب الشغل عن طريق تقديم رقم بطاقة الهوية (N.I.E ). فسائم الدفع يجب ان تتضمن جميع ساعات العمل وكذا الساعات الإضافية . هذه الوثائق ضرورية جدا لأجل الحصول على الإقامة الشرعية وكذا تقديم الدعوة او الشكاية متى حصل استغلال من طرف المشغل
v الطرد التعسفي وقسائم الدفع المغشوشة: لاتوقع على أي وثيقة للدفع أو أي إشعار بالطرد إذا لم تكن متفقا مع المشغل ، وهذا الرفض يجعلك محصنا قانونيا. "el finiquito"هو الوثيقة التي منها تستنتج علاقة الشغل وإذا وقعتها يعني أنك أنهيت عمليا كل علاقتك بالمشغل ويعني ذلك أنه غير مدين لك بأي اداء، هذه الوثيقة تكون عادة ورقة منفصلة أو متضمنة داخل قسيمة الدفع، وبمجرد ماتوقعها تفقد حقوقك في رفع شكاية أو دعوة قضائية ضد المشغل لدفع مستحقاتك من الأجور. لأنه بعد تمضية 15 يوم من التجربة في العمل ليس من حق المشغل طردك من دون مبرر قانوني
v لك الحق في يومين كعطلة في نهاية كل أسبوع كما لك الحق في 12 ساعة من الراحة
v السكن: عندما يمنحك المشغل سكنا يجب أن تعرف بأن ذلك السكن مجاني ولا يمكن للمشغل أن يقتطع لك أداء الكراء ولا فواتير الماء والكهرباء كما أنه يشترط فيه أن يتوفر على حمام وماء صالح للإستعمال وإنارة وفضاء للتحرك. عند ما تنتهي من الشغل أنت حر في بيتك تخرج متى تشاء وتدخل متى تشاء بكل حرية
v وثيرة الشغل: ليس من حق المشغل أن يجبرك على إنتاج كمية معينة من الصناديق في اليوم لأنه يؤدى لك حسب اليوم وليس حسب الكمية من الصناديق وهو ست ساعات ونصف في اليوم
v حوادث الشغل وحالات المرض: في حالة حادثة شغل أو مرض نتيجة العمل، يجب إعطاء مشغلك شهادة طبية مع الإحتفاظ بنسخة منها وعلى المشغل تأدية أجر عملك حتى نهاية تعاقدك معه
v عقد الشغل في البلد الأصلي: على المشغل أن يضمن للعامل على الأقل 18 يوم في الشهر من العمل

هذه هي أهم النقط الأساسية التي يتضمنها قانون الشغل والتي لم تحترم من غالبية الباطرونا بويلبا ومنتهكة في كل تفاصيلها دون استثناء والتي لايعرفها أغلب المهاجرات بالإضافة إلى إحكام الحصار المادي والمعنوي عليهن في الضيعات مخافة تسرب هذه المعلومات إليهن حيث لا يسمح لهن إلا في أوقات الخروج للتسوق ومهاتفة ذويهم. الوكالة المغربية لإنعاش الشغل لعبت نفس دور التعتيم بحجبها هذه المعلومة حيث اكتفت في منشورها الذي وزعته على العاملات في المغرب بمغالطات حول الأجور حين قدرته مابين 32 و 34 أورو لليوم مكتفية بإشارات عامة من قبل :"السكن مضمون" "التطبيب مضمون" خاتمة إياه بتحذير بوليسي سمته "هام جدا" حول ضرورة العودة إلى المغرب .
من شيم الديموقراطية في الغرب أن لا أحد يتملص من المسؤوليةفي قضية ما ، حضرت بعض الفعاليات النقابية والجمعوية من إقليم العراش لتهيئ تقريرا حول المهاجرات، اتصلت بجميع ممثلي الباطرونا والمسؤول في تهيئ العقود من جانب إسبانيا والجمعيات الأخرى التي تهتم بشأن الهجرة وأستجابوا لاستقبالهم إلا مسؤولي الوكالة المغربية لإنعاش الشغل حيث صرح لي أحدهم أنه لا يمكنهم استقبال أي أحد إلا بصك من مسؤوليهم في المغرب كما أن احدا من الوفد المغربي عندما صرح لهم بأنه من المغرب سأله أحدهم عما إذا كانوا من الوفد المصاحب لمعالي الوزير ولما اجابه بكون الوفد من الفعاليات النقابية والجمعوية لم يلتزم باللقاء .
ثمة سؤال محير للجميع في من يتحمل المسؤولية في وفود عاملات مغربيات في آخر الموسم ؟ وكيف يفسر طرد أكثر من 4000 مغربية أغلبهم في مرحلة التجربة وفي ظرف وجيز جدا ودون مراعات تلك المصاريف الهائلة التي دفعتها هذه العاملات ثم أليست هذه بوادر تكرار أزمة النجاة المعروفة؟
لاشك أن الجواب متضمن في هذا التقرير في أن العاملات من الدول الشرقية عرفت عزوفا منقطع النظير أجبر السياسيين بأوربا بإعادة حساباتهم المعلنة في لقاء البرتغال وأجبرت اليونان بالتوجه إلى العمالة الفيليبينية التي توجت موسم التوت بها بإضراب ناجح (إضراب دام ثلاثة أيام) أرغم الباطرونا على احترام قانون الشغل الإضراب الذي أزاح اللثام عن الإعلام الأوربي المتشدق بانتقاد الدول الديكتاتورية دون الحديث عن الديكتاتورية المعشعشة في بلادها والتي تمثلها الشركات المالية
تأخير وفود العاملات المغربيات جاء إذا لسد حاجة المشغلين الإسبان إلى العمالة، جاء متأخر بعد أن استنفذت وكالاتهم لجلب العمال كل إمكاناتهم لجلب العاملات الشرقيات فتوجهوا إلى المغرب وإلى السينغال التي لا تعرف مثل هذا النشاط الفلاحي ولا تتحمله نساؤها حيث سجلت في صفوفهم أكبر عملية امتناع عن العمل في هكذا عمل وهكذا ظروف (من بين 75 امرأة سينيغالية في إحدى الضيعات تحملت فقط ثلاثين منهم العمل بها) أغلب المشغلين يعزون حالات الطرد في صفوف المغربيات إلى كونهم لايجنون الكمية العتادة من الصناديق (مابين 25 و30 صندوق ) وهو مايتناقض ومحتوى قانون الشغل خصوصا إذا أضفنا أن الموسم يشرف على نهايته اما بالنسبة للعاملات فهن يؤكدن استحالة جني تلك الكمية لقلة المنتوج كما أن الطرد غالبا ما يكون لاسباب أخرى لاعلاقة لها بالعمل الميز العنصري بينهن وبين الشرقيات، التحرش الجنسي أو المرض أو العياء العام أو أداءهن في الساعات الإضافية والتي لا تحتسب. اغلب قسائم الدفع التي رأيناها وقارناها بالمبلغ المودع في البنك ليست متطابقة ، في قسيمة الدفع غالبا قيمة الأجر أكثر من المحصل عليه في البنك إضافة إلى أنها لا تشمل على عدد الأيام الحقيقية التي ادتها العاملة كما أن أغلبهم يمضون على القسائم دون أن يعرفوا حقيقة المبلغ المودع في البنك ولا حتى يعرفوا عماذا يوقعن ثم إن الكثيرات منهن بالحدس فقط تعرف أن المبلغ المحصل عليه لايوازي حقيقة عدد الأيام التي عملتها وحين تحتج تطرد فورا
عملية الطرد هذه تظهر ممثلي الوكالة المغربية كما لو كانوا التلاميذ النجباء في إظهار ديناميتهم بحيث كثيرا ما يجبرون العاملات على توقيع الطرد وإنهاء الشغل ونزع جواز السفر ومحاصرتهن في المسكن حتى لايهربن ومن ثم يأتون في الصباح الباكر ( الخامسة صباحا) لينقلوهن في حافلة إلى منطقة طريفة ومن ثم إلى المغرب .
وفي حالة تعذر وجود النصاب لملء الحافلة على المطرودة الإنتظار بدون أجر إلى أن يحصل النصاب مخافة أن تهرب عندما تتلقى أجرها ، إذا أعددت حالات الطرد في اليوم أو إذا أخذت الرقم 4000 حالة طرد في أبريل وحده سيظهر لك حجم العملية برمتها وعليه فالنصاب الذي نتحدث عنه ناتج عن سوء التنسيق بين العناصر المكلفة بالتهجير أو الإهمال المتعمد من لدنهم إذ أن الباطرون يبقى ملتزما بأداء أجوره في الأيام التي يؤديها وهي مرتين في الشهر في الغالب ولايهمه بقاء العاملة بدون مأكل وعليها أن تنتظر يوم الاداء ، وعليها أيضا أن توقع قبل أن تعرف ماتوقعه، أكثر من ذلك ثمة قسائم الدفع امضتها شركة S.A.T.H Alcaida productores نيابة عن العاملات تدعم بالملموس ما استنتجناه سابقا.
من سخرية القدر أن يكون وفدا رسميا من المغرب يتكون من السادة داحمان مدير الموارد البشرية وحافظ كمال المسؤول عن الوكالة المغربية لإنعاش الشغل ومسؤولة من منطقة آسفي تدعى مدام ساليم، قد زار ملجئا مخصصا لإيواء المهاجرين والمهاجرات بمنطقة كرطايا حيث كان هناك مجموعة من ضحايا النجاة حيث باشرهم مدير الموارد البشرية بالسؤال: "هل ما زلتم هنا ؟ ألم تبحثوا بعد عن مكان آخر؟"....! وعندما سألت المجموعة عن المتبقين من ضحايا النجاة أجابهم كمال : "اعملوا أنتم ولا يهمكم الآخرون...!أما المدام فقد ذكرتهم بأن ينسوا ماكانو يفعلونه في المغرب من ضرورة تجنب العمل النضالي. ثم بدأوا يوزعون حبوب موانع الحمل على النساء كما لو أنهم نسوا فجأة أن تلك النساء متزوجات، الشيء الذي يستنتج منه أنه لاحرج في ممارسة الجنس في دولة "الحرية والديموقراطية" وهذا السلوك زكى لدي استنتاجا مفاده أن هذه الحملة من التهجير مفادها ممارسة الدعارة إن لم يتوفر الشغل خصوصا وجود عدد هائل من النساء المطلقات اللاتي أغلبهن مرشحة للبقاء بإسبانيا وهذا سيدفعنا تاليا إلى زيارة المواقع المعروفة بويلبا بالدعارة وهي على التوالي منطقة تيمبرانيو قرب موغير، بالوس، كرطايا ولوبيس، وهناك لن يتصور المرء حجم ما رأيناه: مهاجرين مغاربة جاؤوا من مختلف المناطق خصيصا للبحث عن عشيقات، زبائن من مختلف الجنسيات خصوصا الإسبان والأفارقة جنوب الصحراء، كما أن الأسعار منخفضة جدا مابين 5 و10 أورو
أحد المغاربة علق على الأمر متذمرا مما رأى قائلا :"المغربيات طيحو السوق، طيحو حتى من قيمتهم..."
أما ع.س من بني ملال فعلقت قائلة:" كل ما أربحه طيلة اليوم في الشغل أكسبه في ساعة واحدة ليلا"


ليست هناك تعليقات: