الحوار المتمدن - العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 13:38
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
المحور: ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
هل سيكون للمرأة في الدول العربية نصيب من التغيرات المحدودة التي طرأت حتى الآن على مجتمعات هذه الدول كأحد نتائج الربيع العربي؟
يبدوا السؤال محيرا إلى حد ما، في شقه الأول يتكلم عن تغييرات محدودة ونصيب المراة منها، في الشق الثاني يتكلم عن شيء اسمه الربيع العربي وهو اعتراضي الاولي وهو هل حقا أتى هذا الربيع بنتائج ما إذ انه يحيلنا إلى مقارنة أخرى هي مالفرق مثلا بين تغيير وزير اول في حكومة مبارك وتغيير مبارك نفسه؟ فبنية النظام الإجتماعي بشكل عام في علاقاته بمستويات البنية الإجتماعية هي من يحدد الأساس السياسي لتغيير ما، هل حصل تغيير من هذا القبيل؟ بالتأكيد لم يحصل شيء على مستوى تغيير بنية النظام العام، وهنا تبدو العملية البهلوانية للأحزاب والقوى السياسية واضحة المعالم، فالحاصل في مصر وتونس هو هذا الشكل نفسه من توزيع محافظ (الشكارة بالتعبير المغربي) التسيير والتدبير التي كانت تطرأ على مستوى هرم السلطة في سدة حكم الرؤساء المخلوعين، أي بالتحديد هي هذا الشكل نفسه من تغيير رئيس الوزراء وإعادة توزيع المناصب، هل تستفيذ المرأة من هذه العملية؟ الجواب على هذا السؤال هو طبعا المرأة تستفيد من خلال تنصيب بعض النساء في مناصب معينة سواء في العهد البائد أو في هذا التغيير على مستوى قمة السلطة، ثم ماذا سيقع مثلا لو افترضنا عبثا حكومة تحكمها النساء، هل هذا يحل المشكلة؟ بالتأكيد لا يحلها ولم يحلها أساسا حتى في الدول الرأسمالية ذات البعد الديموقراطي اللبرالي، لأن المرأة او الرجل بشكل عام، يخدمان هذا النظام او ذاك الذي نصبهما، المشكلة في العالم العربي ليست في صعود هذا التيار أو ذاك بل هي تكمن في نمطية النظام الذي يحكم المجتمع، والنظام هذا تحكمه علاقات الإنتاج السائدة التي تتميز في العالم العربي بسيادة علاقات الإنتاج الكولونيالية، ثم، وعودة إلى الشق الأول من السؤال، فإن المراة لها نصيب الأسد من التغيرات المحدودة التي جاءت في السؤال باعتبار النتائج على الأرض التي تتمثل في عودة قوية للتيارات الظلامية، بمعنى أن المرأة عندنا ستعود خطوات إلى الوراء أكثر مما تحقق في عهد الحكومات السابقة هذا إذا اعتبرنا بأن دور الربيع العربي قد انتهى، لكن الحقيقة أن الوضع عندنا سيزداد تفجرا مع تنامي الحركات العالمية، فالثورة من وجهة نظري الخاصة ستكون ثورة عالمية وليست فقط ربيعا هنا أو هناك وهذا ما يزكي التفاؤل في قضايا التحرر كونه تحرر أخذ بعدا دوليا وهذا موضوع آخر للنقاش
هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟
على الصعيد الإجتماعي والثقافي والإقتصادي أيضا هناك تراكمات جمة حصلت وتحصل استنادا إلى الوعي الذاتي للجماهير، هناك ظاهرات سوسيولوجية برزت في المجتمعات عندنا بشكل مستقل عن سياسة التعليب التي تنهجها الدول عندنا، وهي ظاهرات تفرض نفسها بعمق بسبب من التناقضات الإجتماعية نفسها، هناك مثلا نساء يخرجن محجبات من منازلهن ويتبرجن خارج منازلهن في المدارس واماكن العمل وكذا في الاماكن العمومية، هناك ظاهرة العلاقات الجنسية خارج إطار الشرعية وبروز ظاهرة الأمهات العازبات رغما عن قيم المجتمع، هذه الظاهرات كلها تنم عن أن هناك تنامي القبول الضمني لهذه الظاهرات حتى من المنطق الذكوري وإن كان غير كافي، هناك بشكل عام تمرد مبطن سيتفجر يوما ما، وهو نوع من التمرد على القيم المتحجرة وهو تمرد تفرضه الكثير من الإكراهات الإقتصادية والإجتماعية كتفشي مظاهر الفقر والبطالة التي ينتج عنها ظواهر أخرى تفرض العزوف عن الزواج على سبيل الحصر مما ينتج عنه تاليا تلك الظواهر المشار إليها سابقا، إن قوة الفتاوي التي تصدر من كل جهة لدليل قاطع على تنامي هذه الظواهر وهي ظواهر لا يمكن وقفها بالتحريم والقمع، بل هي تفرز وستفرز عكسيا وعيا حقوقيا آخر بضرورة تعزيز القيم المدنية والوطنية والإنسانية للأفراد، كحق الامومة للعازب، وحق الإعتراف بالأطفال المولدين نتيجة (العلاقات اللاشرعية) وحق المثليين وما إلى ذلك. إن الفتوى لا تؤثر إلا من حيث هي تفجر ردود الفعل المدينة لها لانها عمليا لا تطرح حلولا عملية لهذه الظواهر بقدر ما تهدف إلى وضع غربال الصمت عليها.
إن الحراك الشعبي وإن ركز على الحرية وهدم سلطة الإستبداد إضافة إلى الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، فهو ايضا طرح هذه المشاكل بشكل او بآخر، فهو لم يحطم بعد بنية النظام التي أس المشكلة فيها هي علاقات توزيع الثروات وتوزيع العمل بشكل يعزز كرامة الإنسان بشكل عام، فسلطة الإستبداد ناتجة عن قيم تثبيت علاقات الإنتاج السائدة، والحكام الجدد لم يخرجوا في تصريحاتهم سوى بتأكيد هذه القيم التي عبر عنها دائما بالإكراهات الدولية والوطنية، الحراك الشعبي فجر كل هذه المواضيع ولم يبلورها في آلية سياسية تعبر عنه بل ترك الأمر للمعارضة السياسية المشبعة بالجبن التاريخي، استند إلى احزاب تحكمها غريزة الإنحطاط التاريخي وإلى جيش هو اصلا الإبن الشرعي للنظام، حتى الجمعيات النسوية البارزة في الساحات النضالية كانت تحكمها هذه الغريزة بالذات، فهي لم يخرج سياق خطابها عن سياق خطاب المعارضة بكل أشكالها العفنة وتخضع هيكلتها لنفس هيكلة الأحزاب نفسها.
ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟
نضال المراة هو جزء من نضال الرجل، ولا أومن شخصيا بهذا التجزيء الديني في جوهره، وهو شكل يهيمن أيضا حتى في احزاب اليسار، بالنسبة لوصول الأحزاب الإسلامية إلى الحكم، الامر لا يعني تمفصلا في الإستبداد بل يعني تماما ذلك الشكل الحداثي في السياسية الذي ينعقه (من النعيق) اغلب منظري الفلسفة بالولايات المتحدة، والذي كانت تبرزه كأداة استفزاز لخنازر الحكومات العربية حين تشير عليهم بالديموقراطية، وهو خطاب لا يمس بنية النظام بل يمس أطر التسيير في النظام نفسه، فالديموقراطية عندهم تعني حق تداول أشكال التدبير والتسيير في خضوع تام للإكراهات الإقتصادية وهو الشكل الذي نلمسه بوضوح في ممارسة أحزاب اليسار في الدول الرأسمالية والذي انفضح بشكل متفجر مع تنامي الأزمة الإقتصادية. فالذي يفرض السياسة على الحكومات في اوربا مثلا هو البنك المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي والدول المهيمنة اقتصاديا كألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ولا علاقة للأمر ببرامج الأحزاب، برامجها هي أشكال تسييرها. أليس أن جل الأحزاب التي وصلت إلى الحكم في الدول العربية سارعت بتأكيد مصالح الدول الرأسمالية قبل تأكيد مصالح شعوبها؟
تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟
من العبث الوثوق بهذه التصريحات مع فوران "الحقوق المدنية" التي تفجرت في برلمان مصر، كحق الأذان في البرلمان، لا وجود لشكل لبرالي في الإسلام لأنه وليد نمط الإستبداد المشرقي الذي يستند على ولاية الحاكم بأمر الله ثم إن المشكلة ليست مشكلة الحق لذاته بل هي مشكلة ترتبط ببنيته المادية التي يشكل نمط الإنتاج جوهره، "الإسلام هو الحل" لو كان مثلا يسعى إلى تأسيس جنته على الأرض، فالموارد الإقتصادية لدول الخليج على سبيل المثل تفوق موارد الجنة ومع ذلك فالحريات والمساوات فيها تنعدم وفتاوا التحريم تتراكم عكس ما تبشر به الجنة.
هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟
ليس صحيح أن المراة تتحمل مسؤولية استمرار تبعيتها، فمهمة تحررها هي ملقاة على الرجل أيضا، وبالتالي فالمسؤولية مشتركة والعمل التحرري عمل جماعي وهذا ما أوضحه الحراك الجماهيري ، فالمشاركة فيه كانت جماعية، لكنهما في الحراك كانا ضحية استثمار سياسي من طرف القوى المناهضة للثورة وخيانة القوى اليسارية والمطلوب هو خلق آلية يسارية جديدة لبلورة قوة سياسية حازمة، فالثورة لم تنتهي وتفاعلاتها ليست محلية كما اشرت سابقا بل عالمية.
ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟
إن الظاهرات السوسيولوجية التي أشرت إليها سابقا تبلور وعيا مشتركا في تفهم القضايا المطروحة، والمفروض هو تثوير هذه القضايا لا كبتها بالتحسيس بها من خلال دراستها وتحليل أسبابها وطرح الحلول لها وانتزاع الحقوق بشأنها
ختاما أحيي المرأة في عيدها الاممي وأشكر الحوار المتمدن بطرح ملفها
يبدوا السؤال محيرا إلى حد ما، في شقه الأول يتكلم عن تغييرات محدودة ونصيب المراة منها، في الشق الثاني يتكلم عن شيء اسمه الربيع العربي وهو اعتراضي الاولي وهو هل حقا أتى هذا الربيع بنتائج ما إذ انه يحيلنا إلى مقارنة أخرى هي مالفرق مثلا بين تغيير وزير اول في حكومة مبارك وتغيير مبارك نفسه؟ فبنية النظام الإجتماعي بشكل عام في علاقاته بمستويات البنية الإجتماعية هي من يحدد الأساس السياسي لتغيير ما، هل حصل تغيير من هذا القبيل؟ بالتأكيد لم يحصل شيء على مستوى تغيير بنية النظام العام، وهنا تبدو العملية البهلوانية للأحزاب والقوى السياسية واضحة المعالم، فالحاصل في مصر وتونس هو هذا الشكل نفسه من توزيع محافظ (الشكارة بالتعبير المغربي) التسيير والتدبير التي كانت تطرأ على مستوى هرم السلطة في سدة حكم الرؤساء المخلوعين، أي بالتحديد هي هذا الشكل نفسه من تغيير رئيس الوزراء وإعادة توزيع المناصب، هل تستفيذ المرأة من هذه العملية؟ الجواب على هذا السؤال هو طبعا المرأة تستفيد من خلال تنصيب بعض النساء في مناصب معينة سواء في العهد البائد أو في هذا التغيير على مستوى قمة السلطة، ثم ماذا سيقع مثلا لو افترضنا عبثا حكومة تحكمها النساء، هل هذا يحل المشكلة؟ بالتأكيد لا يحلها ولم يحلها أساسا حتى في الدول الرأسمالية ذات البعد الديموقراطي اللبرالي، لأن المرأة او الرجل بشكل عام، يخدمان هذا النظام او ذاك الذي نصبهما، المشكلة في العالم العربي ليست في صعود هذا التيار أو ذاك بل هي تكمن في نمطية النظام الذي يحكم المجتمع، والنظام هذا تحكمه علاقات الإنتاج السائدة التي تتميز في العالم العربي بسيادة علاقات الإنتاج الكولونيالية، ثم، وعودة إلى الشق الأول من السؤال، فإن المراة لها نصيب الأسد من التغيرات المحدودة التي جاءت في السؤال باعتبار النتائج على الأرض التي تتمثل في عودة قوية للتيارات الظلامية، بمعنى أن المرأة عندنا ستعود خطوات إلى الوراء أكثر مما تحقق في عهد الحكومات السابقة هذا إذا اعتبرنا بأن دور الربيع العربي قد انتهى، لكن الحقيقة أن الوضع عندنا سيزداد تفجرا مع تنامي الحركات العالمية، فالثورة من وجهة نظري الخاصة ستكون ثورة عالمية وليست فقط ربيعا هنا أو هناك وهذا ما يزكي التفاؤل في قضايا التحرر كونه تحرر أخذ بعدا دوليا وهذا موضوع آخر للنقاش
هل ستحصل تغيرات على الصعيدين الاجتماعي والثقافي في منظومة القيم المتعلقة بالسلطة الذكورية والعقلية التسلطية التي تعاني منها نساء الشرق؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحصل تغيرات جوهرية في ضوء الحراك الشعبي الواسع والخلاص من رأس النظام وبعض أعوانه في أكثر من دولة عربية؟
على الصعيد الإجتماعي والثقافي والإقتصادي أيضا هناك تراكمات جمة حصلت وتحصل استنادا إلى الوعي الذاتي للجماهير، هناك ظاهرات سوسيولوجية برزت في المجتمعات عندنا بشكل مستقل عن سياسة التعليب التي تنهجها الدول عندنا، وهي ظاهرات تفرض نفسها بعمق بسبب من التناقضات الإجتماعية نفسها، هناك مثلا نساء يخرجن محجبات من منازلهن ويتبرجن خارج منازلهن في المدارس واماكن العمل وكذا في الاماكن العمومية، هناك ظاهرة العلاقات الجنسية خارج إطار الشرعية وبروز ظاهرة الأمهات العازبات رغما عن قيم المجتمع، هذه الظاهرات كلها تنم عن أن هناك تنامي القبول الضمني لهذه الظاهرات حتى من المنطق الذكوري وإن كان غير كافي، هناك بشكل عام تمرد مبطن سيتفجر يوما ما، وهو نوع من التمرد على القيم المتحجرة وهو تمرد تفرضه الكثير من الإكراهات الإقتصادية والإجتماعية كتفشي مظاهر الفقر والبطالة التي ينتج عنها ظواهر أخرى تفرض العزوف عن الزواج على سبيل الحصر مما ينتج عنه تاليا تلك الظواهر المشار إليها سابقا، إن قوة الفتاوي التي تصدر من كل جهة لدليل قاطع على تنامي هذه الظواهر وهي ظواهر لا يمكن وقفها بالتحريم والقمع، بل هي تفرز وستفرز عكسيا وعيا حقوقيا آخر بضرورة تعزيز القيم المدنية والوطنية والإنسانية للأفراد، كحق الامومة للعازب، وحق الإعتراف بالأطفال المولدين نتيجة (العلاقات اللاشرعية) وحق المثليين وما إلى ذلك. إن الفتوى لا تؤثر إلا من حيث هي تفجر ردود الفعل المدينة لها لانها عمليا لا تطرح حلولا عملية لهذه الظواهر بقدر ما تهدف إلى وضع غربال الصمت عليها.
إن الحراك الشعبي وإن ركز على الحرية وهدم سلطة الإستبداد إضافة إلى الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، فهو ايضا طرح هذه المشاكل بشكل او بآخر، فهو لم يحطم بعد بنية النظام التي أس المشكلة فيها هي علاقات توزيع الثروات وتوزيع العمل بشكل يعزز كرامة الإنسان بشكل عام، فسلطة الإستبداد ناتجة عن قيم تثبيت علاقات الإنتاج السائدة، والحكام الجدد لم يخرجوا في تصريحاتهم سوى بتأكيد هذه القيم التي عبر عنها دائما بالإكراهات الدولية والوطنية، الحراك الشعبي فجر كل هذه المواضيع ولم يبلورها في آلية سياسية تعبر عنه بل ترك الأمر للمعارضة السياسية المشبعة بالجبن التاريخي، استند إلى احزاب تحكمها غريزة الإنحطاط التاريخي وإلى جيش هو اصلا الإبن الشرعي للنظام، حتى الجمعيات النسوية البارزة في الساحات النضالية كانت تحكمها هذه الغريزة بالذات، فهي لم يخرج سياق خطابها عن سياق خطاب المعارضة بكل أشكالها العفنة وتخضع هيكلتها لنفس هيكلة الأحزاب نفسها.
ما هو الأسلوب الأمثل لنضال المرأة لفرض وجودها ودورها ومشاركتها النشيطة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في تلك الدول العربية التي وصلت فيها الأحزاب الإسلامية السياسية إلى الحكم؟
نضال المراة هو جزء من نضال الرجل، ولا أومن شخصيا بهذا التجزيء الديني في جوهره، وهو شكل يهيمن أيضا حتى في احزاب اليسار، بالنسبة لوصول الأحزاب الإسلامية إلى الحكم، الامر لا يعني تمفصلا في الإستبداد بل يعني تماما ذلك الشكل الحداثي في السياسية الذي ينعقه (من النعيق) اغلب منظري الفلسفة بالولايات المتحدة، والذي كانت تبرزه كأداة استفزاز لخنازر الحكومات العربية حين تشير عليهم بالديموقراطية، وهو خطاب لا يمس بنية النظام بل يمس أطر التسيير في النظام نفسه، فالديموقراطية عندهم تعني حق تداول أشكال التدبير والتسيير في خضوع تام للإكراهات الإقتصادية وهو الشكل الذي نلمسه بوضوح في ممارسة أحزاب اليسار في الدول الرأسمالية والذي انفضح بشكل متفجر مع تنامي الأزمة الإقتصادية. فالذي يفرض السياسة على الحكومات في اوربا مثلا هو البنك المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي والدول المهيمنة اقتصاديا كألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ولا علاقة للأمر ببرامج الأحزاب، برامجها هي أشكال تسييرها. أليس أن جل الأحزاب التي وصلت إلى الحكم في الدول العربية سارعت بتأكيد مصالح الدول الرأسمالية قبل تأكيد مصالح شعوبها؟
تدعي الأحزاب الإسلامية السياسية بأنها تطرح إسلاماً ليبرالياً جديداً وحديثاً يتناسب مع فكرة الدولة المدنية. هل ترى-ين أي احتمال للتفاؤل بإمكانية شمول حقوق وحريات المرأة ضمن البرنامج السياسي الإصلاحي الاحتمالي لقوى الإسلام السياسي, وهي التي تحمل شعار "الإسلام هو الحل"؟
من العبث الوثوق بهذه التصريحات مع فوران "الحقوق المدنية" التي تفجرت في برلمان مصر، كحق الأذان في البرلمان، لا وجود لشكل لبرالي في الإسلام لأنه وليد نمط الإستبداد المشرقي الذي يستند على ولاية الحاكم بأمر الله ثم إن المشكلة ليست مشكلة الحق لذاته بل هي مشكلة ترتبط ببنيته المادية التي يشكل نمط الإنتاج جوهره، "الإسلام هو الحل" لو كان مثلا يسعى إلى تأسيس جنته على الأرض، فالموارد الإقتصادية لدول الخليج على سبيل المثل تفوق موارد الجنة ومع ذلك فالحريات والمساوات فيها تنعدم وفتاوا التحريم تتراكم عكس ما تبشر به الجنة.
هل تتحمل المرأة في الدول العربية مسؤولية استمرار تبعيتها وضعفها أيضاً؟ أين تكمن هذه المسؤولية وكيف يمكن تغيير هذه الحالة؟
ليس صحيح أن المراة تتحمل مسؤولية استمرار تبعيتها، فمهمة تحررها هي ملقاة على الرجل أيضا، وبالتالي فالمسؤولية مشتركة والعمل التحرري عمل جماعي وهذا ما أوضحه الحراك الجماهيري ، فالمشاركة فيه كانت جماعية، لكنهما في الحراك كانا ضحية استثمار سياسي من طرف القوى المناهضة للثورة وخيانة القوى اليسارية والمطلوب هو خلق آلية يسارية جديدة لبلورة قوة سياسية حازمة، فالثورة لم تنتهي وتفاعلاتها ليست محلية كما اشرت سابقا بل عالمية.
ما هو الدور الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحرير نفسه والمجتمع الذكوري من عقلية التسلط على المرأة ومصادرة حقوقها وحريتها؟
إن الظاهرات السوسيولوجية التي أشرت إليها سابقا تبلور وعيا مشتركا في تفهم القضايا المطروحة، والمفروض هو تثوير هذه القضايا لا كبتها بالتحسيس بها من خلال دراستها وتحليل أسبابها وطرح الحلول لها وانتزاع الحقوق بشأنها
ختاما أحيي المرأة في عيدها الاممي وأشكر الحوار المتمدن بطرح ملفها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق