يمكن القول بأن اعظم انجاز حققته المرأرة في سيرها إلى الأمام هو انها استعملت كالرجل سروال الدجينز، هذا ولن أدخل في تفاصيل درجات الترقي والقدرة العملية والتنافسية للمرأة مقابل الرجل وما إلى ذلك من الاوصاف الإنشائية التي تعلمناها منذ كنا في المدارس الإبتدائية، فما حققته المرأة في هذه الثقافات التي تتناول وضعها بمناسبة أو أخرى، في الثقافة السائدة هو هذا الإنجاز الكبير في أن تختزل قضيتها في اغتراب آخر عن ذاتها حين تجعل هذه الثقافات الرجل نقيضا، ولن أتطرق أيضا إلى التقارير الدولية التي ترصد قضايا المرأة بهذا الشكل من الإبتزاز الذي يعرفه العام والخاص، كما لن أنساق إلى خرافات ماحققته المرأة منذ يقظتها حتى الآن، لقد كان سروال الدجينز يقظتها الحقيقية وهذا ما سأحاول توضيحه في هذه الورقة. في البداية كان هذا اللباس نوعا من لباس العمل ثم صار مع مرور الوقت لباسا ملهما وذي لمسة جمالية لا ينكرها إلا الجاحذون ممن يتمسكون باحتقار الأنوثة او احتقار الذكورة كنقيض وهو احتقار يفضي إلى احتقار الحياة بشكل عام، فالعلاقة بين الإثنين هي علاقة انجذاب وليست علاقة تنافر إلا بوضعها في القوالب السوسيولوجية عند مجتمعاتنا المحافظة التي تنبذ كل جميل في الحياة، قبل ذلك يعتبر لباس المرأة التقليدي الذي يغطي كامل جسدها لباسا يضفي وراءه الكثير من الخلفيات الجنسية التي تلم المنطق الذكوري، ولعل فستان العروس ليعتبر أرقى ما يعبر عنه هذا المنطق الذكوري، فستان يلقي ألقا طاووسيا على المرأة: صدر متفتح (عند الشعوب الغربية) ومغلق عن شعوبنا المحافظة، وشعر مغطى وانتشار ذيلي يغطي كامل القدمين فيما يشبه غريزة الإحتضان، وطبعا خاتم في أصبع هو أغبى اختراع في السلوك الإنساني حتى الآن لانه يرمز ببساطة إلى قيد عبودي يعبر عنه بلغة رومانسية اكثر ترفا في الثقافة العامة بالقفص الذهبي، ولعل أدل على هذا السلوك الواعي أو غير الواعي عند المرأة هو حين تفك قيدها الصغير هذا وترميه في وجه الرجل: تعلن ببساطة أنها تخرج عن عصمته. يعرقل هذا الفستان حركة المراة بالتمام النسبي، يعرقل خطواتها بشكل تبدو لحظة الدخلة أبعد بكثير عند الذكور حيث أن حمل المراة بكل قشيبها العرسي أسرع واخزل للحظة الإنتظار، يظهر الرجل ساعة الحمل قوة عضلية متمكنة وسرعة في الخطف مقابل عجز نسبي تعبر عليه حركة الإنطواء عند المراة في أدرع الرجل، بعد العرس تبقى المرأة متمسكة بذيولها الإحتضانية التي تعرقل خطواتها ولو بنسبة أقل مما في يوم الزفاف. فخلفية هذا اللباس تتحكم فيها من الوهلة الاولى الغريزة الجنسية أو لنقل بتعبير آخر تمثل فيه المرأة كائنا احتضانيا أكثر مما هي خلفية لوضع ثقافي معين.
خلف الدجينز تترصع خصيتي الرجل كما تترصع خصيتي اسد مشعت تحت ذيله الطويل، وهذا بفضل العمي الثقافي لا يرى بل يرى فقط عضو المراة الذي لا يبرز إلا نادرا، لكن للدجينز على جسد المرأة ألق رائع، وهذا بالتحديد ما يعكر مزاج الرجل التقليدي بالتحديد، فجسدها يبدو اكثر اتساقا واكثر ألقا وتناسقا واكثر تحررا لحركتها بما يوحي بلوحة جمالية رائعة الملامح، في الثقافة الشعبية، عندما يمر جمال متسق بهذا الشكل يعبر الذكور عن حالة الإعجاب بكلمة "الله اكبر"، "جمال" "غزال" وغيرها من الكلمات التي تعبر عن الجاذبية القصوى، أو في تعبير آخر هو الاقرب، تعبر هذه الكلمات عن إعجاب وافتتان في نفس الوقت، في سياق ثقافة الإغتراب، في استعادة الوعي الإغترابي لذاته، يبدوا الإحساس بالجمال وتذوقه، منافيا لذاته من حيث نكران آياته، يبدو بلغة قدحية تبرجا، عريا بالفهم الأخلاقي، عريا يستلب ذروة الإفتتان، إدانة لغريزة الإفتتان فينا وبالتالي إدانة لما هو طبيعي فينا، وهو أيضا بتعبير نيتشة: إدانة لغريزة الحياة، اغتراب الذات عن ذاتها من خلال نفي طبيعتها الإفتتانية. يعبر فيه خطاب الحجب عن حجب ذاتي قبل حجب الآخر الذي هو المرأة، وهو في الأساس حجب لافتتانه الغريزي، وهذا يعني ببساطة أن تحرر المرأة يمر بالضرورة بتحرر الرجل نفسه، وتحرره في هذا الصدد يعني أن لا يجرم فعل افتتانه. لكن في المسألة وضع آخر، لعبة اخرى تنتبه إليها النساء بوعي منهن أو بدون وعي من خلال لباس التبرج هذا، تفضل الكثير من الزميلات اللاتي أعرفهن أن يلبسن "العصري" اكثر من لباسهن ل"لتقليدي" أثناءخروجن لقضاء غرض ما، فهن في اللباس التقليدي يتعرضن للتحرش الجنسي والمضايقة من طرف الذكور اكثر بكثير مما يلقين في لباس التبرج، وتبدو الصيغة التعبيرية للتحرش الجنسي في اللباس التقليدي، نقيضة لصيغة الإعجاب والإفتتان التي أشرنا إليها وتحيل إلى وضع مشين ومهين تماما:”مانشوفوكش أ الزين..” (ألا يمكن رؤيتك؟ ..) هكذا بدون مقدمات، عبارة تختزل كل هذه الهالة من غطاء الجسد، لتصل إلى منتهاها في وضع الجسد عاريا من خلال (طلب رؤية الجسد ومكاشفته أو طلب لمباشرة العملية الجنسة)، وهذا يحيل إلى وضع ثقافي مناقض تماما لما توحيه الثقافة المحيلة للأصالة التي ترى في ستر الجسد كرامة المرأة وحصانتها، بل هنا يرتد هذا الوضع إلى نقيضه، فهي محترمة في اللباس العصري الذي يظهر تناسق جسدها ومذلة في اللباس التقليدي الذي يغطي معالمها الأنوثية من حيث خطاب الإفتتان يتحول إلى خطاب المكاشفة الجنسية، لقد بينا انها في اللباس التقليدي تعبر على كائن احتضاني، بينما هي في اللباس "العصري" يعبر وضعها عن تحرر لحركتها وبالتالي تحرر لكيانها الانوثي بالكامل، فهي امرأة وليست حجابا أو شبحا، ثم إنها تحرر في الآن نفسه نظرة الآخر إليها، الآخر الذي هو الرجل، من حيث لا تجرم أنوثتها بل تعلنها أنها حقيقية وظاهرية وليست وهم. ثم إن العلاقة بين خطاب الإفتتان والتغزل وخطاب التحرش تنم عن وضع مقلوب تماما والسبب الحقيقي في الأمر، وبوعي آخر مرتد لأصالته، وفي سياق حضاري بامتياز يعلن عن مستوى تهذيب الذوق الفني، في ارتباطه بالذاكرة الجمعية، بالثقافة المهيمن بالتحديدة، حيث تنتسب المرأة العصرية فيه إلى واقع اجتماعي مفترض هو واقع القوى المسيطرة (أقول مفترض على اعتبار أن ليس كل امراة بلباس عصري تنتمي إلى هذا المجتمع) نقيض لواقع المراة التقليدية المفترض أيضا حيث واقع القوى المسيطر عليها، في انتساب الرجال لهذين الواقعين نفسهما، تبرز نظرتين مختلفتين للمرأة، نظرة احترم لمكانة المرأة في الحالة الاولى ونظرة احتقار لها في الحالة الثانية، معنى هذا أن المستوى الإجتماعي للمرأة يفرض تعاملا معينا ومتفاوتا بتفاوت مستوياته الطبقية نفسها، من هنا فالمرأة المحتقرة هي كالرجل المحتقر نفسه، هما أبناء الطبقات الشعبية، ولهذا النظر بشكل عام اساس طبقي منه يتحدد أيضا مستوى الذاكرة الجمعية من حيث هو سيادة الوعي المسيطر ومنه يتحدد أيضا النظر إلى واقع المرأة.
في الثقافة السائدة المهيمنة يؤدي تنصيب المراة في موقع هام إلى الإيحاء بتحرر المرأة في بلد ما، ثم إذا أخذنا بالإعتبار ماتحقق جزئيا في بعض بلداننا وليس كلها سنجد انها حقوق تتناسب جزئيا مع حقوق امراة الطبقات الفوقية ولا ادل على هذا سوى هذا الإحجام المتعمد في تصويغ الأرقام الإحصائية التي تتناول ضحايا العنف والإغتصاب وكذا ضحايا السياحة الجنسية أضف إلى ذلك ضحيا التعسف في الشغل التي تمس قطاعا كاملا غير مهيكل هو قطاع الخدمات المنزليةحيث الجرائم ضد المرأة تجتمع هنا كلها بدءا من ساعات العمل التي تفوق المعتاد بكثير وانتهاء بالتعنيف على أقل تقدير دون ان تثير أي اهتمام إلا في بعض الحالات الفائضة التي تفوق المعتاد وهي جرائم يشترك فيها الرجل والمرأة كلاهما وفي كثير من الأحيان كل أفراد الأسرة المشغلة، وهكذا فما ان تنزل إلى القاعدة الجماهيرية حيث وجود المراة في المعمل، في الشارع وفي المرافق الإجتماعية والإقتصادية الأخرى حتى تجد ابشع القيود وأبشع العلاقات الإستغلالية، وهنا يتخذ الموقف من المرأة الموقف ذاته من علاقات الإستغلال. فالمراة المراد تحريرها عادة عندما يتعلق الأمر بأوضاعها، هي المرأة المستغلة، وعلاقة الإستغلال هذه علاقة بنيوية تتخذ أشكالا متفاوتة بتفاوت المستويات البنيوية التي تشكل بنية المجتمع، فالمرأة البرجوازية أو الرأسمالية ليست هي المرأة العاملة ولا هي الشغيلة في القطاعات غير المهيكلة وهكذا فمقياس التحرر والمساواة لا يستند إلى اوضاع المرأة في الطبقات المستفيدة من الثروة الوطنية بقدر ماهو قياس وضع وجود المرأة في الطبقات التحتية ثم إن المعيار الثقافي في احتقار المراة يستند أيضا إلى هذه الطبقة الفوقية وإن بدا خطابها تحرريا فهو خطاب يوهم باهمية مساواة المرأة فيما هو في الممارسة التطبيقية يضمرحقيقة الأوضاع التي هي بالضرورة تقع تحت تصرف هؤلاء المستغلين. لا شك أن موضوع الأجور مثلا في قطاعات كثيرة تفرز للعيان مدى الفوارق بين الذكور والإناث في قطاعات إنتاجية معينة، وهي في الحقيقة نماذج صارخة بحقيقة وجودها، فالذي يحدد هذا الفرق في الأجور ليس بالضرورة الرجل بل المؤسسة المشغلة وهذا وضع لا يستثني حتى البلدان الرأسمالية المتشبعة باللبرالية الفجة.
خلف الدجينز تترصع خصيتي الرجل كما تترصع خصيتي اسد مشعت تحت ذيله الطويل، وهذا بفضل العمي الثقافي لا يرى بل يرى فقط عضو المراة الذي لا يبرز إلا نادرا، لكن للدجينز على جسد المرأة ألق رائع، وهذا بالتحديد ما يعكر مزاج الرجل التقليدي بالتحديد، فجسدها يبدو اكثر اتساقا واكثر ألقا وتناسقا واكثر تحررا لحركتها بما يوحي بلوحة جمالية رائعة الملامح، في الثقافة الشعبية، عندما يمر جمال متسق بهذا الشكل يعبر الذكور عن حالة الإعجاب بكلمة "الله اكبر"، "جمال" "غزال" وغيرها من الكلمات التي تعبر عن الجاذبية القصوى، أو في تعبير آخر هو الاقرب، تعبر هذه الكلمات عن إعجاب وافتتان في نفس الوقت، في سياق ثقافة الإغتراب، في استعادة الوعي الإغترابي لذاته، يبدوا الإحساس بالجمال وتذوقه، منافيا لذاته من حيث نكران آياته، يبدو بلغة قدحية تبرجا، عريا بالفهم الأخلاقي، عريا يستلب ذروة الإفتتان، إدانة لغريزة الإفتتان فينا وبالتالي إدانة لما هو طبيعي فينا، وهو أيضا بتعبير نيتشة: إدانة لغريزة الحياة، اغتراب الذات عن ذاتها من خلال نفي طبيعتها الإفتتانية. يعبر فيه خطاب الحجب عن حجب ذاتي قبل حجب الآخر الذي هو المرأة، وهو في الأساس حجب لافتتانه الغريزي، وهذا يعني ببساطة أن تحرر المرأة يمر بالضرورة بتحرر الرجل نفسه، وتحرره في هذا الصدد يعني أن لا يجرم فعل افتتانه. لكن في المسألة وضع آخر، لعبة اخرى تنتبه إليها النساء بوعي منهن أو بدون وعي من خلال لباس التبرج هذا، تفضل الكثير من الزميلات اللاتي أعرفهن أن يلبسن "العصري" اكثر من لباسهن ل"لتقليدي" أثناءخروجن لقضاء غرض ما، فهن في اللباس التقليدي يتعرضن للتحرش الجنسي والمضايقة من طرف الذكور اكثر بكثير مما يلقين في لباس التبرج، وتبدو الصيغة التعبيرية للتحرش الجنسي في اللباس التقليدي، نقيضة لصيغة الإعجاب والإفتتان التي أشرنا إليها وتحيل إلى وضع مشين ومهين تماما:”مانشوفوكش أ الزين..” (ألا يمكن رؤيتك؟ ..) هكذا بدون مقدمات، عبارة تختزل كل هذه الهالة من غطاء الجسد، لتصل إلى منتهاها في وضع الجسد عاريا من خلال (طلب رؤية الجسد ومكاشفته أو طلب لمباشرة العملية الجنسة)، وهذا يحيل إلى وضع ثقافي مناقض تماما لما توحيه الثقافة المحيلة للأصالة التي ترى في ستر الجسد كرامة المرأة وحصانتها، بل هنا يرتد هذا الوضع إلى نقيضه، فهي محترمة في اللباس العصري الذي يظهر تناسق جسدها ومذلة في اللباس التقليدي الذي يغطي معالمها الأنوثية من حيث خطاب الإفتتان يتحول إلى خطاب المكاشفة الجنسية، لقد بينا انها في اللباس التقليدي تعبر على كائن احتضاني، بينما هي في اللباس "العصري" يعبر وضعها عن تحرر لحركتها وبالتالي تحرر لكيانها الانوثي بالكامل، فهي امرأة وليست حجابا أو شبحا، ثم إنها تحرر في الآن نفسه نظرة الآخر إليها، الآخر الذي هو الرجل، من حيث لا تجرم أنوثتها بل تعلنها أنها حقيقية وظاهرية وليست وهم. ثم إن العلاقة بين خطاب الإفتتان والتغزل وخطاب التحرش تنم عن وضع مقلوب تماما والسبب الحقيقي في الأمر، وبوعي آخر مرتد لأصالته، وفي سياق حضاري بامتياز يعلن عن مستوى تهذيب الذوق الفني، في ارتباطه بالذاكرة الجمعية، بالثقافة المهيمن بالتحديدة، حيث تنتسب المرأة العصرية فيه إلى واقع اجتماعي مفترض هو واقع القوى المسيطرة (أقول مفترض على اعتبار أن ليس كل امراة بلباس عصري تنتمي إلى هذا المجتمع) نقيض لواقع المراة التقليدية المفترض أيضا حيث واقع القوى المسيطر عليها، في انتساب الرجال لهذين الواقعين نفسهما، تبرز نظرتين مختلفتين للمرأة، نظرة احترم لمكانة المرأة في الحالة الاولى ونظرة احتقار لها في الحالة الثانية، معنى هذا أن المستوى الإجتماعي للمرأة يفرض تعاملا معينا ومتفاوتا بتفاوت مستوياته الطبقية نفسها، من هنا فالمرأة المحتقرة هي كالرجل المحتقر نفسه، هما أبناء الطبقات الشعبية، ولهذا النظر بشكل عام اساس طبقي منه يتحدد أيضا مستوى الذاكرة الجمعية من حيث هو سيادة الوعي المسيطر ومنه يتحدد أيضا النظر إلى واقع المرأة.
في الثقافة السائدة المهيمنة يؤدي تنصيب المراة في موقع هام إلى الإيحاء بتحرر المرأة في بلد ما، ثم إذا أخذنا بالإعتبار ماتحقق جزئيا في بعض بلداننا وليس كلها سنجد انها حقوق تتناسب جزئيا مع حقوق امراة الطبقات الفوقية ولا ادل على هذا سوى هذا الإحجام المتعمد في تصويغ الأرقام الإحصائية التي تتناول ضحايا العنف والإغتصاب وكذا ضحايا السياحة الجنسية أضف إلى ذلك ضحيا التعسف في الشغل التي تمس قطاعا كاملا غير مهيكل هو قطاع الخدمات المنزليةحيث الجرائم ضد المرأة تجتمع هنا كلها بدءا من ساعات العمل التي تفوق المعتاد بكثير وانتهاء بالتعنيف على أقل تقدير دون ان تثير أي اهتمام إلا في بعض الحالات الفائضة التي تفوق المعتاد وهي جرائم يشترك فيها الرجل والمرأة كلاهما وفي كثير من الأحيان كل أفراد الأسرة المشغلة، وهكذا فما ان تنزل إلى القاعدة الجماهيرية حيث وجود المراة في المعمل، في الشارع وفي المرافق الإجتماعية والإقتصادية الأخرى حتى تجد ابشع القيود وأبشع العلاقات الإستغلالية، وهنا يتخذ الموقف من المرأة الموقف ذاته من علاقات الإستغلال. فالمراة المراد تحريرها عادة عندما يتعلق الأمر بأوضاعها، هي المرأة المستغلة، وعلاقة الإستغلال هذه علاقة بنيوية تتخذ أشكالا متفاوتة بتفاوت المستويات البنيوية التي تشكل بنية المجتمع، فالمرأة البرجوازية أو الرأسمالية ليست هي المرأة العاملة ولا هي الشغيلة في القطاعات غير المهيكلة وهكذا فمقياس التحرر والمساواة لا يستند إلى اوضاع المرأة في الطبقات المستفيدة من الثروة الوطنية بقدر ماهو قياس وضع وجود المرأة في الطبقات التحتية ثم إن المعيار الثقافي في احتقار المراة يستند أيضا إلى هذه الطبقة الفوقية وإن بدا خطابها تحرريا فهو خطاب يوهم باهمية مساواة المرأة فيما هو في الممارسة التطبيقية يضمرحقيقة الأوضاع التي هي بالضرورة تقع تحت تصرف هؤلاء المستغلين. لا شك أن موضوع الأجور مثلا في قطاعات كثيرة تفرز للعيان مدى الفوارق بين الذكور والإناث في قطاعات إنتاجية معينة، وهي في الحقيقة نماذج صارخة بحقيقة وجودها، فالذي يحدد هذا الفرق في الأجور ليس بالضرورة الرجل بل المؤسسة المشغلة وهذا وضع لا يستثني حتى البلدان الرأسمالية المتشبعة باللبرالية الفجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق