لأن الفكر هو انعكاس للواقع في دماغ الانسان فان التحولات التي يعرفها مجتمع ما تنعكس في البنية الفكرية , لذلك فتطور الفكر يسير وفقا لتطور المجتمع فأن تنطرح اشكالية ما, حول وضعية اليسار, وجب النظر اليها من موقع تموجد اليسار داخل الصراع العام للبنية الاجتماعية, من داخل الشروط التاريخية التي فيها يتفاعل مع محيطه , ومن داخل ايضا العلاقة التي تحكم محيطه بباقي العالم, وبالقوى المحركة فيه, ان هذه العلاقة البنيوية هي التي تحدد اليسار من اليمين وفي اطار هذه العلاقة بالتحديد تنبني أرضية اليسار, من هنا فليس كل اليسار يسارا الا بناء على موقعه في هذه العلاقة, من هنا, فهي لا تتحدد انطلاقا من البعد الكوني أم البعد المحلي أو القومي أو غيره, بل من منطلق هذه العلاقة من الهيمنة الرأسمالية في ترابطاتها بهذه الابعاد, من هنا أيضا, فليس الاشكال هو في من له الأسبق في التحليل, الوطني ام القومي أو....* , بل الاشكالية في علاقة هذه الأبعاد كلية بالرأسمالية المتوحشة التي, في توسعاتها لم تستثني شيئا, أوقل أيضا في علاقة الرأسمالية بهذه الأبعاد, وهذا البعد من النظر يتجاوز البعد الأحادي ل"نظرية النظام الشامل"عند الاستاذ باجو, من حيث هي علاقة عمودية يتحكم فيها النظام الشامل بباقي الانظمة. وهذا القول مني هو موقف ماركسي قديم على أساسه حدد لينين مفهوم الامبريالية على اساس أنها الشكل التاريخي لتطور الرأسمالية الاستعمارية لنهب ثروات الشعوب والفرق لا يختلف مادامت النيولبيرالية المتوحشة هي الشكل الحالي لنفس النهب وان اختلفت الوسائل وتطورت أدوات الهيمنة فالقانون العام الذي يحكم تطور الرأسمالية في عهدة الاستعمار هو نفسه القانون العام للنيولبرالية , فما كان يخضع بقوة السلاح في عهد لينين يخضع الآن بقوة الحصار السياسي والاقتصادي وزرع النزاعات بين الشعوب وقوة السلاح أيضا كما هو الشان بالنسبة للعراق . بالعودة الى لينين نجد أنه حدد سمات الامبريالية في التالي ﴿للاشارة فقط, فان مفهوم الامبريالية ليس نظرية بقدر ماهو الطابع العام لتطور النظام الرأسمالي أي أن لينين حدد سمات هذا التطور التريخي ولا أظن ان أحدا ينفي هذه السمات بغض النظر ان كانت متواجدة قبلا في تاريخ الشعوب أم لا,وهذا الأمر أدى بالكثير من اليساريين الى انتقاد لينين, لغياب التمييز بين النظرية والمفهوم النظري, قلت ليس نظرية حتى يثار اهتزاز الماركسية من منطلق انبطاح النبوءات, فلا أظن أن أحدا من الماركسيين ادعى النبوة والا فهو ليس ماركسيا),قلت ان لينين حدد سماتها في التالي :
1. أن تمركز الانتاج الرأسمالي تمركزا عاليا أدى الى نشوء الاحتكارات التي احتلت الموقع الرئيسي في الحياة الاقتصادية.
2. اندماج الرأسمال البنكي مع الراسمال الصناعي ﴿وهذا ما لا يتناطح حوله اثنان)
3. استبدال موقع التصدير من تصدير البضائع الى تصدير الرساميل ﴿وهو ما يفهم حاليا بالاستثمارات الأجنبية ومن خلال عملية الخوصصة وهنا لن أدخل في جدال عقيم مع الاستاذ باجو حول طرد الرساميل أو تركها فالمسالة تتعلق بالفهم الابستيمولوجي لهذه القضية من خلال مواقف الأحزاب الاشتراكية وتتحدد حولها المواقف بين أن تكون يسارية أو رجعية).
4. تشكل الاتحادات الراسمالية الاحتكارية وتصارععا نحو اقتسام العالم ﴿وهو ما كان وما زال قائما حتى الآن من خلال الاتحادات الدولية وما يسمى بسياسة الشراكات التي تعقدها دول رأسمالية و جهات دولية, وهنا ايضا لن أدخل في جدال حول جنسيات الرأسمال لأن المشكلة لا تتعلق بالجنس,بل تتعلق بالموقف من الاستغلال الراسمالي للشعوب, لأنه هو هو نفسه الاستغلال, سواءا كان من الولايات المتحدة أو أوربا أو الصين أو غيرها.....**).
من خلال هذه السمات لم يهتز قط مفهوم الامبريالية كما حدده لينين, فهو يعني في جزء منه, الآلية التي يتحكم بها "النظام العام" في الأنظمة, والنظام هذا ليس بجديد على الماركسية بل هو هو الطابع العام لهيمنة الامبريالية.
في القسم القادم سنتناول موضوع العلم بين الفهم الديالكتيكي للعلوم وتأويلها في الايديولوجيا الرأسمالية
*يرى الأستاذ باجو أن عمق الاشكالية التي ينقسم حولها اليسار تتلخص في البعد التحليلي للليسار ,يتساءل الأستاذ :"هل الاسبقية في التحليل لما هو كوني أم لما هو وطني" من وجهة نظري لا تكمن المشكلة في هذه الأسبقية أو تلك بل أن طرح مشكل الانقسام على هذا الأساس لا يطرح اشكالية حقيقية بل بل يطرح جدلا فارغا تتعصب حوله المواقف ﴿انظر المقال في رده على اوعسري موقع http://www.3almani.org/spip.php?article4568)
** يتساءل هنا الأستاذ باجو عماذا نسمي الرأسمالية الصينية والكورية و....الخ ﴿المصدر نفسه)
ملاحظة عامة: أعتذر للقراء على عدم كتابة الهمزة تحت الألف لأن الكومبيوتر لا يتيحها
1. أن تمركز الانتاج الرأسمالي تمركزا عاليا أدى الى نشوء الاحتكارات التي احتلت الموقع الرئيسي في الحياة الاقتصادية.
2. اندماج الرأسمال البنكي مع الراسمال الصناعي ﴿وهذا ما لا يتناطح حوله اثنان)
3. استبدال موقع التصدير من تصدير البضائع الى تصدير الرساميل ﴿وهو ما يفهم حاليا بالاستثمارات الأجنبية ومن خلال عملية الخوصصة وهنا لن أدخل في جدال عقيم مع الاستاذ باجو حول طرد الرساميل أو تركها فالمسالة تتعلق بالفهم الابستيمولوجي لهذه القضية من خلال مواقف الأحزاب الاشتراكية وتتحدد حولها المواقف بين أن تكون يسارية أو رجعية).
4. تشكل الاتحادات الراسمالية الاحتكارية وتصارععا نحو اقتسام العالم ﴿وهو ما كان وما زال قائما حتى الآن من خلال الاتحادات الدولية وما يسمى بسياسة الشراكات التي تعقدها دول رأسمالية و جهات دولية, وهنا ايضا لن أدخل في جدال حول جنسيات الرأسمال لأن المشكلة لا تتعلق بالجنس,بل تتعلق بالموقف من الاستغلال الراسمالي للشعوب, لأنه هو هو نفسه الاستغلال, سواءا كان من الولايات المتحدة أو أوربا أو الصين أو غيرها.....**).
من خلال هذه السمات لم يهتز قط مفهوم الامبريالية كما حدده لينين, فهو يعني في جزء منه, الآلية التي يتحكم بها "النظام العام" في الأنظمة, والنظام هذا ليس بجديد على الماركسية بل هو هو الطابع العام لهيمنة الامبريالية.
في القسم القادم سنتناول موضوع العلم بين الفهم الديالكتيكي للعلوم وتأويلها في الايديولوجيا الرأسمالية
*يرى الأستاذ باجو أن عمق الاشكالية التي ينقسم حولها اليسار تتلخص في البعد التحليلي للليسار ,يتساءل الأستاذ :"هل الاسبقية في التحليل لما هو كوني أم لما هو وطني" من وجهة نظري لا تكمن المشكلة في هذه الأسبقية أو تلك بل أن طرح مشكل الانقسام على هذا الأساس لا يطرح اشكالية حقيقية بل بل يطرح جدلا فارغا تتعصب حوله المواقف ﴿انظر المقال في رده على اوعسري موقع http://www.3almani.org/spip.php?article4568)
** يتساءل هنا الأستاذ باجو عماذا نسمي الرأسمالية الصينية والكورية و....الخ ﴿المصدر نفسه)
ملاحظة عامة: أعتذر للقراء على عدم كتابة الهمزة تحت الألف لأن الكومبيوتر لا يتيحها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق