الجمعة، 13 يونيو 2008

الوجه اللاوطني للحكومة المغربية

بكثير من الألم تلقينا ماوقع بسيدي إفني من جرائم وانتهاكات لايمكن للمرء إلا أن يعتبرها جرائم ضد الإنسانية من طرف اجهزة القمع المغربية ،جرائم يندى لها الجبين كما لو كانت ساكنة هذه المدينة تقع تحت الإحتلال الأجنبي ، حيث أنه من السخرية بمكان، ان تكون هذه الحملة مجرد فك اعتصام لمجموعة مسالمة من الشباب العاطل.
يبدو كما لو أن الاجهزة الأمنية جاءت بنية الإنتقام، من ماذا؟ ربما من تاريخ قبائل ايت باعمران النضالي والبطولي ذلك التاريخ الذي يفتقده جلادي الشعب المغربي ذوي الإنجازات الدامية في حق المواطنين العزل. شيء آخر مثير للجدل حول الحكومة المغربية، تصريحاتها البليدة التي تفتقر لأية مصداقية بدليل مواقفها المشفقة التي تبعث عن السخرية القاتلة التي تجعل المرء يستغني عن فناني السخرية المعروفين، ولولا تقديري الفائق للفنان بزيز، لقلت بان منافسيه الشرسين في السخرية الآن قد كثروا و هم جميعهم من افراد الحكومة وقد أبدعوا بما لايدع الشك في التخريجات الساخرة، كنت في السابق من الذين احجموا على القنوات المغربية وحين صادفت ذات يوم تصريحا لمسؤول حكومي كان يرد فيه على أن أسباب عزوف المغاربة عن الإنتخابات الأخيرة مرد ذلك كله إلى الفضاء الديموقراطي الذي يعيشه المغرب من من حيث انه للمغاربة اليوم، الحق في ان لايصوتوا أو يصوتوا كما شاؤواوأن ذلك من مفخرة العهد الجديد.
في أحداث سيدي إفني طلعت تصريحاتهم كلها بالإجماع على تكذيب ماتناقلته وسائل الإعلام العالمية، المضحك في ذلك كله، طلب اعتذار من قناة الجزيرة، كما لوأنها وحدها سبقت إلى خبر وقوع قتلى، كان مايهم الحكومة هو سمعتها، ومصيبة الجزيرة في ذلك أنها ناطقة بلغة يفهمها اغلب الشعب المغربي فلو جاءت ناطقة باللغة الإنكليزية لما حدثت هذه الزوبعة العارمة حولها لكن السخرية في ذلك أن تعلم الحكومة ان الكوكبة الإعلامية التابعة لها تفتقد لكل المصداقية ولا احد ينظر إليها سوى أولائك الذين ينتظرون ظهور ذويهم في شاشاتها أما الشعب المغربي فقد هجر تلك القنوات بدون رجعة والدليل على هذا هذاالإستجواب المستهجن على الهواء في أحد برامج المغربية"برنامج عبور بالتحديد" جاء فيه: ـ
الصحفي يسأل مهاجر مغربي من فرنسا: هل تتابع برامج قناة المغربية؟
ــ نعم اتابعها
ــ ماهو البرنامج الذي يعجبك فيها؟
المهاجر أجاب: الإتجاه المعاكس
سكوت الحكومة عما يقع في سيدي إفني ونفيه أيضا لامعنى له إلا شيء من اثنين: هو أنها تعمدت أن تنتقم من ساكنة أيت باعمران مع سبق الإصرار والترصد بدليل بعض المقالات التي خرجت في صفحات بعض الجرائد الوطنية تتكلم فيه عن الكوارث البيئية واستعداد نقابة النقل للإضراب واللقاءات الأمنية على مستوى كوادر الأمن وعلى مستوى العمالة والجهة وطمأنة الباطرونا وما إلى ذلك.بمعنى كان ثمة تغطية إعلامية سبقت الحدث بيوم وأن الأحزاب المشاركة في الحكومة كانت تعرف ذلك مسبقاـ
الشيء الثاني، كونها في دار غفلون وفاقدة لأية مشروعية ،ارادت ان تجهز العصى وتعطي الدليل على أن المغرب لم يتغير على خلاف تصريحاتها البهلوانية، وان القائم فيه ، الوحيد الأوحد، هو المخزن بكل نمطيته المهترئه ووجهه القبيح المتخلف.ـ
ثمة شيء آخر، أن تجهز قواة الأمن على مدينة سيدي إفني بهذه الهمجية وان تطال اعتداءاتها كل ساكنتها سواء من شاركوا في التظاهرات او لم يشاركوا يعطي انطباع بأن الحكومة هي الوطن وما عداها ليس، لذلك كانت أسطوانتها التي رددتها طيلة الأسبوع هي: سمعة الوطن، وهو دليل آخر على لامشروعيتها فأرادت أن تثبته بالهراوة وبهذا وبهذه الهمجية فهي حكومة لاوطنيةـ
عذري مازغ

ليست هناك تعليقات: