جاءتني القرة من على عين بقرة، أعطتني قفة من فقه الملائكة، دخلت بي في حميم المشاعر الدينية، تماما كالقديسين، كان يسبح في قواديسي ملكوت الإيمان ويتخشع في دواخلي من هيبة القوادر، لحيف الوعيد.
قالت لي البقرة:ـ انا شاهد هذا العرفان، بي استوى الشعر في الفرقان، حين عجز القوم أن يميزني في البقر، ثم استحال إعجازا.
قلت: ـ كان ذلك لحكمة الأزمان
قالت: ـ سيكون الأمر أعظم لو كان النحر في الخلق من العقلاء وليس من البقر، لما علينا نحن البقر أن نتحمل من الله العبث ليقنع الضالات من قومه، لو كان موسى منتشلا فنفخ في أشلائه لكانت المعجزة اعظم وكان أن اكتسب الكهنة من مريديه نشوة السبق في الطب والتشريح بدل أن يتأولوا هلوسة الأنبياء.
تبحر الوحي في مدحي ليشفع لأمره بغضة الأنظار في مسحة ساحر كان يشفع لنبي محمول على جناح الجبن الأبدي إلي هلوسة المعجزات، فكان كلما خطى، كلما ناجى عجزه، أتته المعجزات بما لم يهلوسه المجانين، لو كنت أنا البقرة المفطنة بدلال المدح في ميزان الوحي، لو كنت انا من رأى نبيا يشق البحر بالعصى لتركت الله الذي يتبارى في عرشه وبايعت موسى قديسا للكون.
مالحكمة أن يغرق قوم في شقة البحر الأحمر وقوم آخر يسير به دلال في غرة الصحراء، وماذا تنفع حكايا سديم الصحاري غير أنها تؤسس معجزة الهلاك.
تاهت شقة العصى في امتداد العصى ولم يضمدها بحر موسى.
انكشفت له بقرة
ثرثرت الأجيال القديمة عهودا كثيرة فصنعت خرافة يحكيها الرعاة، فجاء الأنبياء منهم ليعلنوها ميثاقا مع الله، رمت به شعوب الخرافة من بني إسرائيل، فعانقه العرب حين ورثوا النبوة.
ضحكت فيهم بقرة وخارت: موه... على العرب
من يصدق أن الرعاة لا يميزون بين البقر أو بين الشياه وهم يعرفون أسماء كلابها من نباحها إلا أقوام خلقوا من طين الأساطير.موسى الكاهن في البلاط الفرعوني لم يكن حقا يدرك حتى في البقر من قومه, فكيف صار نبيا وكيف يصبح من بعده كل الجهلة أنبياء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق